تمرد عاشقه
يده ورفعت حقيبتها في وجهه تهزها وتحدثه پغضب من تهوره معها
مين قال إن الميتنج برة الشركة أنا قلت وأنا اللي حددت الميعاد لأن المندوب الفرنسي اللي هيشرف على
أسبوع الموضة في باريس اللي هشارك فيه طلب إن الميتنج يكون برة الشركة وأنا حددته يكون في الفندق اللي نازل فيه ليه بقى ما تعرفش دي مش غلطتي دي غلطة السكرتيرة الملزقة بتاعتك
وأكملت بسخرية وضحكت باستهزاء وهي تضم شفتيها بيأس
بس مش مشكلتي إنك مش شايف شغلك ومش بتهتم باللي ببعتهولك
حاولت أن تتظاهر بقوة ونادت على مديرة المنزل وتحدثت بعصبية وصوت عال
عبير هبعتلك على الواتس تعملي إيه على الغداء
نظرت إليه بتذمر طفولي
ابتسم وهو ينظر إليها بيأس إشارة لها أن تسير هي وظل يستغفر ربه من أفعالها الطفولية والعصبية
في نفس الصباح في قصر العائلة هبطت الحاجة سيدة من جناحها وتوجهت إلى غرفة المطبخ فأمرت مديرة المنزل بتجهيز طعام الإفطار من أجل أبنائها دلفت حجرة الاستقبال فوجدتهم يجلسون مع الحاج علي الكبير يخبرونه
بسير العمل وتقدمت منهم وقالت
وابتسمت
صباح الخير
ربع ساعة الفطار هيكون جاهز
دخل عليهم كريم وتاج وعلا وقسمت ومالك وملك لكي يسلموا على آبائهم وأجدادهم قبل ذهابهم إلى المدرسة
اتفضلوا كل واحد يدخل المطبخ ياخد البوكس بتاعه والأكل اللي فيه يخلص كله
نظر الأطفال إلى بعضهم وقال كريم
طيب أنا مش بحب الأكل ده في حد لسة بياخد لانش بوكس معاه المدرسة في حد هنا هياخد لانش بتاعته
اللي مش موافق يرفع إيده رفع جميعهم أيديهم وهم يضحكون صاح كريم
اعتراض بالأغلبية
استقام يوسف وهو يضع الملف الذي بيده على المنضدة وهو يقول
قال كريم بمرح
ما إحنا كبرنا يا حاج وحضرتها مش قادرة تستوعب طيب إحنا نعمل تصويت اللي هياخد لانش بتاعته اللي مش موافق يرفع أيده
رفع جميعهم أيديهم وهم يضحكون قال كريم
اعتراض أغلبية
وضربه يوسف بخفة على مؤخرة رأسه
يلا على المطبخ تاخدوا اللانش بتاعتكم وعلى العربية واعمل حسابك اللي مش هيخلص أكله أنت اللي هتشیل یا كيمو وهتتحاسب
لا أحاسب إيه وأنا مالي ونظر إليهم
اللي مش هيخلص أكله هعلقه وإنتي يا حلوة منك ليها خلصوا أكلكم بدل ما أنا هذنبكم
قالت سلوى
بس یا كريم أنا مخصماك النهاردة عشان أسلوبك في الكلام معايا يلا على العربية من غير ولا كلمة وتركته وذهبت من أمامه
قالت تاج وهي تضع لانش بوكس في حقيبتها
أنت غلطت في طنط سلوى على فكرة ولازم تصالحها
نظرت إليهم قسمت بتوتر
يلا السواق عمال يكلكس يلا بسرعة
خرجوا وهم يتحدثون مع بعضهم ضحك مالك وهو يتحدث بصوت عالي ويرفع يده وينظر إلى السماء
الحمد الله يا رب إني أصغر منه بسنة شيل يا كبير وذهب إلى الأطفال وجمعهم حوله
محدش ياكل أكله عشان كريم يتعاقب
اقترب منه كريم لضربه ضحك الجميع وتحدثت مليكة
إجري يا مجدي وهي تضحك
ضحك كريم وهو يجري
اللي يحصلني يكسرني
نظر إليه مالك
تستاهل عشان تفضل تقاوحهم في الكلام
رد عليه كريم
مكنش قصدي على فكرة إنها تزعل مني بس هي حبيبتي وهتصالحني واستقلوا السيارة وذهبوا إلى المدرسة
في الإسكندرية
كانت الأجواء في ظهر اليوم في عروس البحر المتوسط يملؤها الحقد والغل والشړ الذي سيطر على العقول وملأ القلوب
كان طارق يصيح بصوت عال وهو يحدثها في الهاتف
إنتي يا زفتة فين بقالك يومين مختفية وقافلة تليفونك انطقي
ردت عليه أميرة بغل وحقد وهي نائمة بجوار رجل يظهر نصف جسده عاريا مستغرقا في النوم نظرت إليه بحب وأكملت كلامها
وأنت مالك أكون مكان ما أكون مش أخذت ثمن الليلة اللي كنت متفق عليها يبقى ملكش دعوة بيا ومن هنا ورايح إبعد عني خالص أكون فين ومع مين هي مش ناقصه قرف
وأغلقت الهاتف في وجهه وابتسمت وأكملت نومها
كان طارق يسب ويلعن بأبشع الألفاظ النائية ويحدث
نفسه
ماشي يا أميرة هتروحي مني فين إن ما طلعت عين أهلك
يتبع
تمرد عاشقه ج
فيروز حطمت حصون قلب القاسى ج
ياسمين الهجرسي
الحلقه الثامنه
على نفس الأرض وتحت نفس السماء الزرقاء ورمال البحرالمتوسط كانت هناك نفوس يسكنها الحب والعشق والاحتواء والوفاء
شقة بلال
رجع بلال من عمله
يعدان كعكعة الشوكولاتة أشار إلى ابنته أن تصمت واقترب واحتضن أمل ورفعها من الأرض ظل يضحك هو وابنتها على خۏفها
نظرت إليه بعتاب
كدة يا بلال اخص عليك خضتني كدة يا بلبل أنا مخصماك وانتي يا بسمة بتضحكي
وقفزت من أحضانه وابتعدت عنه أخرجت الكعكة من الفرن ووضعت عليها الشوكولاتة وهي تنظر إليهم بعتاب
أنا هروح أحضر السفرة
ذهب وراءها يزيد توترها وكان يتعمد أنا يلمسها وهو يساعدها في تحضير السفرة قال
أنا كنت ھموت من الجوع ومرضتش آكل في المكتب
وجلسوا يتناولون وجبه الغذاء في جو يسوده الحب والمرح تحدث وهو يضع في
فمها قطعة لحم
شفت مين إمبارح مش هتصدقي مين
نظرت إليه بتساؤل وهي تطعم ابنتها
مين يا حبيبي
رد عليها بلال
أميرة وكانت سکړانة ومعاها وليد الأنصاري طبعا مكنتش صدمة ليا ولا حاجة أنا عارف إن وليد ليه في الشمال وهي شكلها بيقول بقت شمال شمال
ارتبكت أمل بخجل من تصرفات ابنة خالها التي تبرأت منها العائلة بأكملها
هي وصلت لكدة ملناش دعوة هي اللي اختارت الطريق ده
رد عليها بلال
عندك حق
تسلم إيديك يا حبيبتي الأكل يجنن
وحمل ابنته ذات الأربع سنوات
تعالي يا قلب أبوكي من جوه
نظرت إليه أمل بعتاب ودموع متحجرة في عينيها وقالت
طب وأنا إيه مش قلبك
وانحدرت دمعة من عينيها وهي تجمع الأطباق من على السفرة اقترب منها بلال وهو يحمل بسمة وحملها هي الأخرى وابتسم بحب
كدة أنتم الاثنين بناتي وقلب أبوكم من جوه
ذراعه
يلا بسرعة وأنا هنيم بسمة
وأخذ طفلته وذهب إلى غرفتها نامت ودثرها بالغطاء وذهب إلى غرفته وجدها تجلس وتبكي ويدها على بطنها اقترب منها بقلق وجثا على ركبتيه أمامها والقلق يأكل قلبه وقال
مالك يا قلبي تعبانة أطلبلك الدكتورة أو لو هتقدري تتحركي نروحلها كان يتحدث وهو يضع يده على بطنها يدلكها لها نظرت إليه أمل بأسف وحزن وإحراج هي تعلم أنه اشتاقها كأنثى يحبها
أنا أخدت الأدوية وهبقى كويسة ووضعت يدها على وجهها
أنا آسفة كل مرة تبقى محتاجني متلاقينيش زوجة
استقام بلال وهو يحملها وينظر إليها وإلى فتنتها التي ترتديها وابتسم وهو يهز رأسه
هنرجع مراهقين تاني أعمل إيه ھموت عليكي يا أمولة وبكل السبل اللي تحافظ عليكي إنتي والمفعوص اللي في بطنك
وهو يقول
بذمتك مش حرام أنحرم الجمال ده كله
نظرت إليه أمل
أنا آسفة عارفة إنك استحملت كتير عشاني ولسة بتستحمل
قبل بلال مقدمة رأسها وهو يمرر يده على شعرها
حبيبتي كفاية إنك معايا أمي وحبيبتي وأختي وصحبتي والأهم من كل ده بنتي يلا نامي على ضهرك وارتاحي عشان الحمل وبالليل هنروح
أما في القاهرة كانت الأجواء تزدحم بالخلافات في شقة أيمن
شقة أيمن
كانت غادة تبكي من حديث حماتها التي تعايرها بفقرها وتأخرها في الحمل في أول زوجها وهي تكظم غيظها لكي لا ترد على كلامها المسمۏم
قالت رجاء
أنا هاخد أحفادي أربيهم إنتي واحدة فقيرة ومش هتعرفي تربيهم وكان المفروض ابني يتجوز واحدة غيرك من زمان كان زمان ولاده في المدرسة وفي الآخر عايزة تجيبي مربية عشان إنتي فاشلة وملكيش في النعمة
أمسكتها رجاء من ذراعها توقفها أمامها
قومي حضرى لبس العيال عشان أمشي
ودفعتها بقوة أوقعتها على الأرض وهي تقول بصوت عال
هي الأرض دي اللي إنتي المفروض تعيشي فيها مش شقة زي اللي إنتي عايشة فيها إنتي هتنسي أصلك يا بت
كانت تنظر إليها ودموعها تنهمر ټحرق وجنتيها وهي تحدث نفسها هي ليست ضعيفة بالعكس هي قوية على أن ترد الإهانة لحماتها لكن تربيتها التي تسخر منها لا تسمح لها أن ترد عليها كانت تناجي ربها أن يأتي زوجها يرحمها من بطش هذه المرأة الظالمة
فتح أيمن باب الشقة واقترب من
غادة وأمسكها وسحبها إلى أحضانه وربت على ظهرها وهو ينظر إلى والدته بعضب لو خرج منه ېحرق كل ما تطوله يده أبعدها عن
حضنه عندما هدأت أنفاسها وكور وجهها بين يديه ووجفف دموعها
ادخلي يا حبيبتي ارتاحي جوه وخليكي مع الولاد متخرجيش
أومأت له غادة من بين شهقاتها وهي تهز رأسها ونظرت إلى حماتها بنظرة ۏجع وتركتهم ودلفت إلى غرفة أولادها
جلس أيمن وهو ينظر إلى والداته والڠضب يسيطر على ملامحه وهتف وهو يكز على أسنانه
أنت بتعملي إيه هنا ومين إداكي الحق أنك تضربها هو إنتي بټضربي بناتك أصلا لو هي قلت أدبها عليكي قوليلي وأنا أكثر عضامها بس إنتي ليه ضربتيها
وأمسك الكوب الموضوع على المنضدة وضربه في شاشة التلفاز فزعت رجاء من ڠضب ابنها عليها ونظرت إليه وضيقت ما بين حاجبيها وهى تسخر من غادة
كل ده عشان حتت بت فقيرة ملهاش لازمة ومحدش عمل ليها قيمة غيرك لو كانت اتجوزت راجل تاني كان زمانها
لم تكمل كلامها من ردة فعل أيمن وهو يضرب المنضدة بقدمه ويقول بصوت عالي
إنتي إزاي تفكري تنسبي مراتي لراجل تاني لو حد غيرك قال اللي إنتي قولتيه بشرفي يا أمي لأدفنه صاحي تحت رجلها وحطيها صخرة في عقلك عمر غادة ما كانت هتبقى لراجل غيري حتى لو اضطريت منها ريحي نفسك ووضع يده في خصره
متنسيش الخير والغنا اللي إنتي فيه بسببي أنا المفروض الخير ده كله يبقى ليها وتحت رجليها هيا مش بناتك وأزواجهم
نظرت إليه بسخرية وأمسكت حقيبتها بعصبية والڠضب يتملك منها وردت عليه بعصبية
لا تدفنه صاحي ولا مېت ولا داخلة ليك بيت تاني بدل ما تجيها وتضربها وترميها تحت رجلي واقف تعايرني إنك بتنصرها علينا وتركته وذهبت وأغلقت الباب خلفها بعصبية
جلس يستغفر ربه من أفعال والدته اقتربت منه غادة وجئت أمامه على قدميها وهي تبكي وتقبل يده سحبها أيمن إلى أحضانه وهو يدفنها لإدخالها داخل أحضانه وهو يقول
أنا اللي المفروض أبوس رجلك سامحيها يا غادة عشان خاطري أنا
ردت عليه غادة
أنا عشانك منك ولا إيه ! وهتفضلي مصدرة وش أمينة رزق ده وتعالت ضحكته
وقفت وسحبته وهي تمسح دموعها وتقبل يده وټحتضنها بكفيها وتقول
وحياتك لأنسيك كل اللي أمك عملته فيا عشان خاطرك وأنسيك الدنيا واللي عليها وأنا هخليك ملك زي ما أنت بتحب النهاردة عشان أسعدك
وقبل أن تكمل جملتها
أموت من غيرك إنتي أهم من النفس اللي بتنفسه
البسي