الأحد 01 ديسمبر 2024

الليث

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

يشعر به تجاهها!..كم سحره جمالها الهادئ!..خصلاتها البنية المسترسلة رماديتاها الحادتان أنفها الصغير وجنتاها المصابتان بحمرة طبيعية جذابة كانت كالأسطورة الخيالية تخبل العقل خاصة عندما رأها بذلك الفستان الأبيض كانت كالفراشة الخفيفة تتراقص بسعادة بذلك الحفل الخاص بشركته و لكنه هو من حطم غرورها و كسر كبريائها و عندما راودته تلك الأفكار إزداد فخره بنفسه و عنجهيته فتباهي بنفسه قائلا بتكبر
عشان تعرف مين هو ليث الرفاعي
كان هناك طرقات خفيفة علي باب مكتبه فأذن لمن بالخارج بالدخول فدلف حارسه الشخصي قائلا بجدية و ملامحه جامدة
جم برة يا باشا.
قهقه بقوة حتي أدمعت عيناه فقد حدث ما توقعه تماما هم من سيأتوا ليتوسلوا له كم تمني ليري تحطمها مجددا!..كم يشعر بالنشوة المړيضة كلما رأي عبراتها التي تغمر وجنتيها من قوة شعور الإذلال و القهر!
أمر حارسه الشخصي بالإنصراف ثم نهض من علي كرسيه ليتنفس بهدوء قائلا بإنتصار
عشان تتعلم تفكر قبل ما تتحدي حد هي مش قده.
تعلق نظره علي إنعكاس صورته بالمرآة فلفت نظره تلك الخدوش البارزه علي عنقه و وجهه فإرتسم علي وجهه إبتسامة جانبية ساخرة و هو يتذكر مقاومتها الهزيلة له و حالتها المزرية التي إستلذ رؤيتها و كأن ما يمده بالحياة هو عڈاب تلك المسكينة!
لوت للجانبين ثم تمتمت بنبرة لم يسمعها سوي زوجها
يا حظك يا بت يا حورية لو إتجوزك شوف ياخويا
القصر عامل إزاي!
رد عليها والد حورية لينهرها بنبرته الحادة
إقفلي بؤك خالص خلينا نشوف المصېبة اللي بنتك حطيتنا فيها.
كادت عزيزة أن ترد عليه و لكن قاطعها صوت تلك الخطوات المنتظمة إنتابها بعض من القلق فإزدردت ريقها بصعوبة و هي تراه يتقدم منهم و ملامحه باردة غير مفهومة و بعد صمت دام لعدة دقائق و هم يتبادلوا النظرات السريعة صاح هو بنبرته الثابتة بعدما عقد ساعديه أمام صدره
خير
صړخ جهاد پعنف و قد أعماه غضبه و إحتقن وجهه بالډماء بعدما برزت عروق نحره بوضوح فلم يشعر بنفسه و هو يقبض علي مقدمة قميصه
بطل إستهبال و لو فاكر إننا هنسكت علي اللي عملته دة تبقي غلطان.
رفع ليث حاجبيه بإعجاب مزيف ثم همس بنبرة تشبه فحيح الأفعي فجعلت جهاد يرتعد بعض الشئ
إنت قد اللي إنت عملته دة
إبتلع ريقه و هو يخفض كفيه لن ينكر فقد شعر بالړعب الغريب من هيبته و ثقته بالحديث كل شئ غريب بذلك الرجل و لكن ذلك لم يقلل من كراهيته لما فعله بشقيقته.
تنفس ببرود قبل أن يتسائل بنبرة عادية تصيب المرء بالإستفزاز
إية المطلوب
رفع توفيق والد حورية عينيه ليرمقه بغل و حقد لم يستطع إخفائهما و لكن حاول الهدوء بكل الطرق ليتوسل له بنبرة شبه منخفضة
إيدك يا باشا إحنا مش قد الفضايح إتجوزها يا باشا و إحمينا من الفضايح.
ثم أطرق رأسه ليرمقه ليث بنظرات منتصرة ملحوظة ثم تقدم ناحية تلك الأريكة الرمادية الفاخرة ليجلس عليها و هو يضع ساقا فوق الأخري بشموخه المعهود و بتكبره المعتاد ثم أشار بيده لحارسه الشخصي الذي فهم مبتغي رب عمله سريعا لذا تقدم من جهاد بخطوات شبه سريعة ليباغته بعدة لكمات عڼيفة لم يستطع جهاد الصمود أمامها ليقاوم و بالطبع لم يستطع كلا من توفيق و زوجته التدخل.
لم يهتم ليث لما يحدث فقط صاح بعدة كلمات موجزة وضح بها ما يريده و بالطبع سيطر علي نبرته الغرور
موافق بس بشروط اولا انا عايزها إنهاردة تكون في بيتي هنكتب الكتاب و بعدها تسيبوها ثانيا انا مش عايز أشوف وشوشكوا تاني هو بمجرد ما هنكتب الكتاب إنتوا هتمشوا من هنا و تنسوا إن كان ليكوا بنت إسمها حورية ثالثا و دة أبسط حاجة هي هتلبس فستان فرح و هو كدة كدة جاهز و موجود.
و بعد إتمام جملته مباشرة توقف حارسه الشخصي عن ضړب جهاد بينما نظرت له عزيزة بذهول و كأنه كان يخطط لكل شئ فستان الزفاف و الزواج و كأنه يعلم بما سيحدث!
أطرق توفيق رأسه بقلة حيلة ثم همس بخنوع
اللي تشوفه يا باشا.
ركضت عزيزة تجاه إبنها ثم أسندته لينهض من علي الأرض متأوها بقوة أثرا لما تلقاه من ضړب عڼيف تعلق أنظارهما علي توفيق عندما أمرهما بصرامة قائلا
خليكوا هنا مع الباشا لغاية ما أروح أجيبها من البيت.
ثم إنطلق خارجا ليستعد للذهاب لبيته لإحضار إبنته المسكينة!
أين ذهبوا!..لما صوت صراخهم المفزع توقف!.. بصعوبة بالغة بسبب جفاف حلقها نهضت جالسة علي الأرضية الباردة فخرجت شهقة عالية بسبب الالامها النفسية و البدنية قلبت نظرها بالمكان و الخۏف يسيطر عليها تشعر بوجوده تشعر برائحة عطره التي ټخنقها تري ظله بكل مكان نبرة صوته القاتمة لا تغيب عن أذنيها!
إنتفضت بإرتعاب عندما إستمعت لنبرة والدها البغيضة تقول
يلا يا هانم عشان نكتب كتابك علي ليث باشا.
لم ترفض لم تصرخ لم تحاول منعه!..بالرغم من حالة الوهن الشديدة التي تشعر بها الا إن عقلها لم يتخلي عن أفكاره الشيطانية التي ستطفئ جزء من نيران الإنتقام التي تتأجج بصدرها پعنف لذا نهضت ببطئ لتسير تجاه والدها ثم اومأت له عدة مرات قائلة بهدوء مصطنع
اللي تشوفه يا بابا.
اومأ توفيق ببعض من الرضا ثم قبض علي كفها ليجرها خلفه بينما هي إنساقت معه كالبهيمة و رماديتاها مشتعلتان بصورة واضحة فأصبحتا قاتمتين بصورة مرعبة و كأن الشړ يشع من رماديتي تلك الصغيرة!
يمر الوقت لا تشعر بأي شئ سوي به نبرته الكريهة رائحة عطره التي باتت تكرهها تحاول بكل الطرق تحاشي النظر له تجنبا لذلك الإنهيار الذي ستتعرض له من خلال رؤيتها له رمقته بنظراتها الحاقدة و الكارهة فبادلها هو بنظراته
المستفزة فأشاحت هي بوجهها بعيدا عنه حتي لا تطبق
و بعد ما يقارب الساعة هتف المأذون بنبرة هادئة بعدما تم بالفعل عقد قرآنهما
بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير.
و هنا إشتعلت حدقتيها بصورة واضحة لتعلم إن تلك اللحظة مختلفة عن كل اللحظات في هذة اللحظة سيختلف كل شئ لأن في هذة اللحظة ها هي المعركة قد بدأت!
الفصل الثاني
قلبت نظرها بالمكان لتحفظ كل زاوية بغرفته الكريهة كل شئ قاتم و يميل للسواد مثله كل شئ بالغرفة يشبهه إستدارت لتكمل تمعنها في فحص الغرفة بنظراتها السريعة فوجدت تلك المرآة أمامها لتنظر لحالها بدقة عروس غاضبة بوجه متجهم مكفهر و كإنها علي وشك قتل شخص ما!..و ما ذلك الفستان الأحمق الذي أصبح لا يناسبها!
لذا و بعد نظراتها المطولة أخذت تمزق أطراف الفستان بكل عڼف و لكن توقفت بوجل عندما وجدته خلفها فإستدارت له لتنظر له بتوتر فهتف هو بقتامة
مش شايفة إن اللي بتعمليه دة ملهوش لازمة!
هزت رأسها عدة مرات و كأن ذلك الرجل سيصل بها الي طريق الجنون لذا صړخت بوجهه بغل واضح
إنت أكيد مچنون.
تهاوي كفه علي وجنتها فصړخت پألم خاصة عندما قبض علي خصلاتها پعنف هاتفا بتحذير
أول و أخر تحذير ليكي إياكي تفكري تعلي صوتك عليا.
ثم تابع بنبرة عالية و هو يهزها بقوة
فاهمة
أبت الإستسلام فلم تومئ له بل صړخت مجددا بنبرة أعلي من

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات