عهد يمين
انت في الصفحة 1 من 29 صفحات
الفصل_الأول
داخل مبنى إحدى الشركات فى وسط الظلام يتسلل هذا الملثم ويصعد درجات السلم بخفه وحرص حتى وصل أمام إحدى الغرف ... قام بفتحها والدخول إليها وتوجه إلى الخزنه وأخرج المفتاح من حقيبته وقام فتحها... بحث داخلها جيدا وانتهى الأمر بأخذه لأحد الملفات ثم قام بإعاده اقفال الخزنه وبعدها هرب من الشركه كل ذلك ولم ينتبه أى فرد من أفراد الأمن لما حدث .
فى إحدى الشقق فى محافظه القاهره تجلس هذه السيده التى تجاوزت الخمسين فى غرفتها تبكى وتدعو الله أن يسامحها على ذنبها فضميرها يعذبها بشده بسبب فعلتها التى ټندم عليها أشد الندم ولكن فى بعض الأحيان الندم لا يفيد ولا يصلح أى شىء... قطع خلوتها دخول زوجه ابنها قائله
ابتسمت لها قائله
صباح النور يا حبيبه... يامن صحى ولا لسه
جلست حبيبه بجوارها وهى تقول
صحى وبيصلى وأنا جهزت الفطار عشان يفطر قبل ما يروح الشركه وكنت جايه أناديلك عشان تفطرى.
أومأت نوال برأسها وقالت
ماشى اسبقينى وأنا هحصلك.
ابتسمت لها حبيبه وقبلت رأسها وأردفت قائله
طيب أنا هروح أحط الفطار على السفره.
خرجت حبيبه من الغرفه وبعد خروجها أخذت تفكر نوال ما الذى جلبته من وراء الحقد والكره ... هل هى سعيده الآن بعدما ډمرت كل شىء ماذا سيحدث إذا عرف يامن الحقيقه هل سيسامحها يا ترى تعترف أنها المسؤوله عن كل شىء وعليها أن تتحمل العواقب ... أغمضت عينيها بقوه ومن ثم خرجت من غرفتها إلى صاله المنزل حيث يجلس كلا من يامن وحبيبه على المائده فى انتظارها وعندما رأها يامن ابتسم وقال
بادلته نوال ابتسامته قائله بحنو
صباح النور يا حبيبى.
جلست بجانبهم على المائده وقبل أن تتناول أى شىء لاحظت عدم وجود جميله فقالت وهى تنظر حولها
فين جميله أنا مش شايفاها.
نظر لها يامن وقال بنبره ساخره
معاليها لسه نايمه لحد دلوقتى لأنها كانت سهرانه طول الليل.
نظرت له نوال وقالت وهى تبتسم
قلب أمها أكيد سهرانه بتذاكر.
نظر لها وهو يبتسم بسخرية وقال
فعلا بتذاكر طول الليل على الفيس والواتس.
رمقته نوال بنظره حاده وقالت
أنت مش هتبطل نقار فى أختك
أنهى يامن فطوره وأخذ حقيبته وغادر المنزل
وبعد مرور دقائق من مغادرته خرجت جميله من غرفتها وهى تتثاوب قائله
ضحكت نوال بشده على حاله جميله فقد كان شعرها غير مرتب مما أعطاها مظهرا مضحكا... توقفت نوال عن الضحك بعدما لاحظت نظرات جميله الغاضبه وقالت
صباح النور يا قلبى تعالى افطرى عشان تروحى الجامعه ... وابقى اربطى شعرك قبل ما تنامى عشان ميبقاش منظرك بالشكل ده لما تصحى.
جلست جميله على المائده وتناولت فطورها وبعد انتهائها توجههت إلى غرفتها وارتدت ملابسها وذهبت إلى جامعتها .
فى مكتب مفيد
كان يشعر بالڠضب والضيق الشديد ... كيف لا يشعر بذلك وقد سرق بالأمس ملف عرض المناقصه التى يسعى للحصول عليها ... زاد غضبه عندما أخبره رجال الأمن أنه لم يدخل أحد الشركه ... من يمكنه أن يسرق الملف ويخرج من الشركه دون أن يراه أحد من أفراد الأمن ... انتشله من أفكاره دخول يامن وهو يقول
وضع مفيد رأسه بين كفيه وزفر بضيق قائلا
للأسف أيوه ... أنا مش عارف أعمل إيه دى مش أول مره تحصل.
جلس يامن بجانب مفيد وابتسم قائلا
هنعمل حفله لما نفوز بالمناقصه.
نظر لها مفيد وعلامات الذهول تكسو وجهه ... كيف يمكن أن يمزح زوج ابنته فى موقف حرج كهذا ... هل أصابه الجنون بعدما سرق الملف ابتسم يامن فحتما لم يفهم مفيد مقصده وقال
أحب أقولك أن احنا مش فى مصېبه ولا حاجه الملف اللى اتسرق ده ملف عرض مناقصه من المناقصات القديمه وأنا حطيته بنفسى مكان الملف الأصلى عشان كنت عارف أنه هيتسرق.
ظهرت الابتسامه على وجه مفيد وقال
معنى كلامك أن الملف الأصلى معاك والملف اللى اتسرق ده أى كلام واللى سرقه مفكر أن ده عرض المناقصه اللى احنا هنقدمه.
بالظبط كدا.
قالها يامن وهو يفتح حقيبته ويخرج منها الملف الأصلى لعرض المناقصه ... نظر له مفيد قائلا بنبره يملؤها الانبهار
بجد برافو عليك أنا نفسى أشوف وش اللى سرق الملف لما يعرف أن الملف اللى معاه ده مش هو الأصلى.
داخل أحد المنازل الراقيه كان يمسك هاتفه يتصفح الانترنت عندما دخلت شقيقته الغرفه وهى تحمل بيدها بعض الملابس وقالت
إيه رأيك فى البدل دى يا سامح
نظر سامح إلى البذل بتمعن وقال
حلوين جدا يا ريهام ...أنت جيباهم لأمجد
تنهدت ريهام قائله وهى تجلس على الأريكه
أيوه ومحتاره أخليه يلبس أنهى فيهم يوم فرحك.
نظر لها سامح وقال وهو يبتسم
طيب ما تسيبه هو يختار وريحى نفسك.
وضعت ريهام البذلات بجانبها على الأريكه وزفرت بضيق قائله
أنا لو سبت أمجد جوزى يختار فعلا البدله اللى هيلبسها يوم فرحك هيلبس بدله سوده وقميص أسود وكرافته سوده باختصار كده هيبقى أسود فى أسود زى عادته ويبقى شكله شكل واحد رايح يعزى مش رايح فرح وأنا مستحيل أسمح بكده ... وكمان هو مش هيكون عنده وقت يختار البدله اللى هيلبسها لأنه مش هيعرف ينزل من الكويت إلا قبل الفرح بيومين فساعتها هحطه قدام الأمر الواقع.
ضحك سامح بشده على حال شقيقته فهى دائما ټتشاجر مع زوجها بسبب ملابسه السوداء ... نظر سامح إلى البذل الموضوعه على الأريكه مره أخرى وقال
البدله البنى دى شكلها حلو ولأنها غامقه شويه احتمال كبير ميعترضتشى عليها.
ابتسمت ريهام وقالت
متشكره جدا يا سامح ربنا ميحرمنيش منك.
أمام احدى العمارات التى يبدو عليها الجمال وكيف لا تكون جميله وهى تقع فى أحد الأماكن الراقيه ...صف سيارته فى المكان المخصص لصف السيارات وبعدها دلف إلى ذلك المبنى وتوجه إلى المصعد وضغط على بعض الأزرار وفى خلال ثوانى قليله وصل إلى شقته وفتحهها ليتفاجئ بطفله يلقى بنفسه فى أحضانه قائلا
وحشتنى أوى يا بابا.
قال وهو احتضنه
وأنت كمان يا قلب بابا.
خرجت زوجته من المطبخ بعد سماع صوت إبنها وهو يهتف بإسم والده وقالت
حمد الله على السلامه يا ياسر ... ثوانى والأكل هيكون جاهز.
لم يمضى الكثير من الوقت فقد قامت زوجته بوضع الطعام على المائده وشرعوا بتناوله وأثناء تناولهم الغداء قال ياسر
صحيح إيه أخبار حمزه فى الحضانه اليومين دول يا إيناس أنا مبقاش بيجيلى شكاوى منه زى الأول
أومأت إيناس برأسها وقالت
الحمد لله مشاكله قلت عن الأول بكتير.
نظر لهم حمزه قائلا بضيق
على فكره أنا مش بعمل مشاكل مع زمايلى هما اللى بيعملوا معايا مشاكل.
ابتسم ياسر وأردف قائلا بنبره ساخره
أنت برئ ومش بتعمل مشاكل خالص بأماره البنت اللى كسرتلها عروستها وبنت تانيه شديت شعرها والولد اللى عورته فى إيده وتليفون الميس اللى كسرته لما زعقتلك ومصايب كتير لو فضلت أعدها مش هخلص ... نفسى أفهم طالع كده لمين
نظرت له إيناس وقالت بنبره ذات مغزى
فعلا مش عارفه هو طالع كده لمين
أنهت كلامها وهى تنظر إلى ياسر الذى فهم ما ترمى إليه ولكنه لم يقل أى شىء .
كانت تجلس فى غرفتها وتبكى عندما دلف مفيد إلى