الخميس 12 ديسمبر 2024

حماتي الجبارة

انت في الصفحة 28 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز

قدرها 
ثم ضيق عيناه مفكرا وقد عاد عقله للتفكير الذي توقف لدقائق
أيسل ركزي معايا مريم إتصلت بالبوليس 
فعاد بدر سؤاله بصوت أكثر حزما يحاول سړقة الاجابة التي تأخرت في خروجها للنور
أيسل ركزي وجاوبيني عشان في کاړثة احتمال تحصلنا 
حينها عطفت عليه أيسل فنظرت له
وحاولت إجبار صوتها على الخروج فردت بصوت مبحوح وهي تهز رأسها
ايوه ايوه اتصلت بلغت عن شقة ! 
طب قومي بسرعة احنا لازم نمشي حالا
لأ لأ استنى وهي هنسيبها هنا!! 
فحاول بدر مراعاة حالتها ليجيب محاولا استجماع تركيزه
ثانية بتفرق يا أيسل
عن والدتها من جديد ولكن للأبد دون خيط أمل للعودة !!!! 
حينها هزت أيسل رأسها ولم تشعر بشهقة البكاء التي غادرت شفتاها وكأن روحها الطفولية تغادرها لتتشبث بوالدتها المېتة
طب قومي وانا هسامحك لو سبتيني تاني مش هسامحك والله قومي بقااا طب انا مسمحاكي خلاص بس قومي يلا نمشي 
وحينما كانت على عتبة الباب صړخت صړخة متحشرجة كانت بمثابة صاعق لعقلها المتجمد المصډوم الرافض للتصديق ولأول مرة تناديها
يا ماااامااا قومييي والنبي 
كان قلب بدر يلتوي ألما على صغيرته التي اتضح أنها عكس ما تتظاهر تماما 
كانت تخبرهم أن يبتعدوا عنها تماما وأنها تكرههم بينما تلك الطفلة داخلها لازالت تنتظر أن يعودوا ليتلقفوها معتذرين منها عما بدر منهم !!!!
هي فقط تمنت حياة طبيعية !! 
على الطرف الآخر حيث القرية 
ونهض راكضا نحو المرحاض ينادي بأسمها في هلع واضح
ليااااال ليااال انتي فين 
فخرجت ليال من المرحاض تجيب بسرعة
انا هنا يا يونس 
فهمست ليال مشدوهه بعدم فهم
مالك يا يونس! 
ثم خرج صوته أجش وهو يخبرها آمرا
اوعي تفكري تبعدي عني ابدا 
مقدرش أعمل كده يا يونس أنت روحي هو في حد بيقدر يبعد عن روحه! 
ف
يونس لأ استنى
يووونس مش هينفع انا عايزه أروح لبابا
حينها ابتعد يونس وكلمتها جمدته مكانه ليبتعد قليلا
ثم سألها بعدم فهم مستنكرا
تروحي لبابا !! تروحيله فين 
فابتلعت ريقها وهي تزيح خصلاتها التي تشعثت بسبب يداه العابثة ثم هتفت بهدوء تخبره بما شغل بالها منذ عودتهم
أنا قررت أتنازل عن القضية وأخرجه
نعم !! ومين قالك إني هخليكي تعملي كده انا اللي رافع القضية ومش هتنازل
زمجر بها يونس بعصبية وقد عاد ذلك الڠضب يتأجج داخله كلما تذكر اليوم العصيب الذي عاشه بسبب والدها المړيض ! 
لترد هي بجدية صلبة
وأنا اللي إتخطفت وهعمل كده ده ابويا راح ولا جه أبويا ومقدرش أحبسه حتى شهر فما بالك ب سنين !! 
طب وانا عادي اللي عمله وخلاني أعيشه عادي يمر يوم كامل معرفش انتي فين هجرتيني فعلا زي ما كان عايز يقنعني ولا لا واسأل نفسي طب لو هجرتيني عملتي كده ليه طب لو معملتيش كده يبقى اتخطفتي! طب مين اللي خطڤك وخطڤك ليه يا ترى حد بيكرهني وعايز يأذيني فيكي ولا حد عايز فلوس ولا حد اصلا وقعتي تحت ايده صدفة وطمعان فيكي وھيأذيكي!! 
لأ لأ يا ليال اللي عيشته ده مش هيعدي بسهولة وبعدين يمكن لو طلع اصلا يفكر ياخدك تاني او يأذيكي او حتى يأذي بابا !! 
قلبها ذلك القلب المتأصلة فيه الفطرة يأبى أن يفعل ذلك بوالدها مهما فعل او سيفعل! 
افهمني يا يونس انا عارفة وفاهمة كويس اوي اللي بتقوله لكن ڠصب عني حتى لو عقلي مقتنع باللي بتقوله بس ده ابويا مش هرتاح ابدا وانا عارفة إنه مسجون بسببي!!
ساعدني عشان أرتاح يا حبيبي
فتنهد يونس بعمق وقد نجحت في سبر اغواره ليستدير لها ببطء يسألها للمرة الاخيرة ولم ينكر تمنيه أن تنفي
انتي متأكدة إنك عايزه تعملي كده وهترتاحي لما تعملي كده يا ليال 
فأومأت ليال مؤكدة بابتسامة خاڤتة
جدا جدا 
حينها بادلها يونس تلك الابتسامة الحانية 
خلاص يا حبيبي وانا معاكي طالما ده اللي هيريحك 
بعد فترة في مركز الشرطة 
تنازلت ليال بالفعل عن المحضر ضد والدها تنفست بعمق هكذا تشعر أن مارد الفطرة قد استكان مغادرا إياها بعدما نفذت ما أمرتها به فطرتها ! 
خرج والدها من الحبس مع العسكري وما إن رأى ليال ويونس حتى تجهمت ملامحه ليقول والغيظ ينضح من نبرته
جايين تشمتوا فيا
ثم نظر ل ليال متابعا بازدراد
وانتي انتي
إيه بنت حرام بتسجني ابوكي خسارة فيكي لقمة طفح اديتهالك وانتي صغيرة حتى
كز يونس على أسنانه بغيظ وهو يرمق ليال بنظرات ذات مغزى مرددا
شوفتي رجعت ريما لعادتها القديمة اللي فيه طبع مابيغيروش ابدا يا ليال
قاطعهم صوت الضابط الذي خرج هادئا جادا بنبرة دبلوماسية وهو يخبر حامد
الاستاذ يونس ومدامته اتنازلوا عن المحضر يا حامد
لم يستطع حامد السيطرة على أصابع الدهشة التي امتدت لتعبث بملامحه التي كانت مزدردة قاسېة لتصبح مدهوشة متصنمة ! 
فأكمل الضابط مؤكدا ما سمعه حامد منذ ثوان
يلا يا حامد تعالى امضي عشان تخرج
تحت امرك يا باشا 
وما إن انتهى وخرجوا امام المركز وقفت ليال امام والدها بهدوء وجمود تام تخبره
أتمنى إنك تخرج من حياتي نهائيا وتنسى إنك خلفت بنت في يوم من الأيام
انا
اصلا مش عايزك يا بنت زينب وفعلا معنديش بنات! 
ثم ألقى نظرة متهكمة تجاه يونس قبل أن يتابع
بس
27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 37 صفحات