حماتي الجبارة
فهتفت بثبات موجهه حديثها لقائدهم
غدير قالتلكم هتعملوا إيه صح
اومأ الرجل مؤكدا برأسه وقال
ايوه متقلقيش يا هانم اتفضلي حضرتك بس
انا عايزاكم تدلقوا البنزين في كل حته بس متولعوش انا اللي هولع
وما إن انتهى الرجال حتى أمرتهم أيسل بالرحيل سريعا خشية من مجيء اي شخص فتتورط صديقتها معها ووقفت على اعتاب
ذلك المكان تحدق به بأعين تنبض بالكره
انت مين وعايز إيه
الفصل الثامن
كانت الجولة محسوبة لبدر حتى قبل أن تبدأ فقد كان ذلك الرجل فاقد السيطرة على اجزاءه لا يستطع جعل جسده يثبت في مكانه
فقد الرجل وعيه دون عناء يذكر فتركه بدر مرمي ارضا وهو يبصق على وجهه ويصيح پجنون
اعاد الكرة أكثر من مرة واخيرا قررت أيسل العطف على بدر الذي كان القلق ينخر روحه نخرا !
وتفرق جفناها لتبزغ حياته من بينهما في نفس لحظات بزوغ عينيها البنية التي شابهت وجه القهوة
أيسل فوقي وركزي معايا يا أيسل لازم نمشي من هنا
انتي كويسة
اومأت هي برأسها وتمتمت بخفوت
لكنها أردفت بعدها بصوت جامد
بس أنا مش همشي من هنا قبل ما أكمل اللي جيت عشانه!
إنتي مچنونة إنتي بكامل قواكي العقلية جيتي المكان القذر ده وشوفي اللي كان هيحصلك لو لا قدر الله كنت اتأخرت شوية!
واديك جيت وربنا سترها الحمدلله
بطلي ام البرود واللامبالاة دي ولا اه سوري أنا نسيت إنك بتفرحي لما بتلفتي نظر الرجاله وبتفرحي لما بتحسي إنهم هيتجننوا عليكي !
كانت أيسل
تتنفس بصوت مسموع تدرك مدى عمق جرحه الذي يتناثر نزيفه بين حروفه تكاتلت عليه وحوش الغيرة التي غذاها ذاك المشهد لتمزقه ببطء وبقسوة !
ولكن لن تتراجع وتخمد نيرانها هي حتى تتم ما جاءت من أجله فابتلعت ريقها قبل أن تتشدق بصوت مبحوح تتمنى أن يفهم ما تعانيه
أنا مش هقدر أمشي لو معملتش كده يا بدر افهمني بليز
لتهمس هي قاطعة ذلك الصمت بصوت متهدج مبعوث من رماد الألم بعدما حړقت بقسوتهم مرارا وتكرارا
أنا لازم اوجع قلبهم على المكان القذر ده زي ما وجعوا قلبي بقسوتهم وجحودهم لازم أحرق المكان ده علشان يعرفوا إن القرف ده ممكن يغور وميبقالوش وجود في أي لحظة لكن أنا لأ انا بنتهم من لحمهم ودمهم أنا اللي هفضل باقية ليهم !
يملك بدر سوى أن يومئ برأسه مؤكدا لا يستطع ألا يوافقها وهو يراها تفرش أمامه ولأول ما يجول بصدرها ويجعل قلبها يضخ ألما بدلا من الډم !
ثم خرج صوته حازما اجشا وهو يخبرها
بس انتي هتخرجي وهتتفرجي من بعيد وانا اللي هولع وهنمشي على طول
فهزت رأسها بسرعة مستنكرة وبإلحاح تابعت
أنا اللي هولع بليز يا بدر لو سمحت سيبني اعمل اللي هيريحني!
وفي تلك اللحظات تشكلت علاقة عكسية إشتلعت النيران بذلك المكان ليصبح الرماد المتبقي منه تميمة تحيي روحها هي من بعد مۏتها
ليردف بدر بحدة محذرا إياها
يلا يا أيسل أكيد الناس هتتلم دلوقتي اول ما يحسوا بالحريق
اومأت أيسل برأسها بسرعة
طيب يلا
ولكنها حينما تحركت لم يسعفها الحذاء ذو الكعب العالي والبنزين المسكوب ارضا لتلتوي قدمها وتسقط ارضا لتمسها تلك النيران للحظات معدودة من الزمن ولكنها صړخت پألم وهي تبتعد
بسرعة في نفس اللحظات التي سحبها بدر بها بقوة
انتي
كويسة الڼار طالتك
أيوه إتلسعت بس بسيطة يلا نمشي
وبالفعل غادروا معا بسرعة قبل أن يأتي أي شخص
في القرية
تحديدا في غرفة قاسم البنداري
خرج صوته حاملا الاشتياق ذلك الشعور المتزايد حد الۏجع حينما تشتاق وتجن معاقيل روحك لروح لم تعد في دنيانا ولم يمهلك القدر فرصة لتنتشل بضع ذكريات من مخالبه لتعيش عليها بل تركك خالي الوفاض تعاني مرارة الأمرين والاشتياق مشتركا بينهما !
وحشتيني يا زينب وحشتيني وهتفضلي وحشاني لحد ما اجيلك
ثم هز رأسه ليكمل بۏجع
بس انتي مش وحشاني من يوم ما متي بس لأ يا زينب إنتي وحشاني من يوم ما أخبارك إتقطعت عني من يوم ما اتجوزتي راجل تاني واتحرمتي عليا !
ثم إرتسمت ابتسامة عرجاء ضعيفة على ثغره وهو يستطرد بذات النبرة
بس تعرفي
يا زينب بنتك مش شبهك ممكن تكون شبهك في الشكل لكن الروح لا بتك قوية وشرسة وقادرة تدافع عن الراجل اللي بتحبه ماستسلمتش للواقع بتحارب وهتحارب
ثم هز رأسه بصلابة ليكمل وكأنه يوعدها ويطمئنها
بس متقلقيش أنا شايلها فوق راسي والله عارف إن يونس ابني عنيد وبيقسى عليها حتى لو حاول مايبينش قدامنا لكن والله من جواه حنية الدنيا
وعادت تلك الابتسامة للظهور وهو يردد بشجن
تعرفي يا زينب من اول لحظة لمحتها فيها في اليوم اياه لما حصل الموضوع اياه بينها وبين يونس وانا لاحظت الشبه الواضح بينكم وماكدبتش خبر وخليت معارفي يجبولي من