ماريا
مما تنتويه معها ونظر لمارية بشفقة فهي لها عذرها عاود النظر لزوجة
عمه ورد عليها بتوسل
سيبيها يا مرات يا عمي عمار بنفسه قبل ما يخدوه قال ارجع وخلي بالك منها ومحدش يعملها حاجة
حدجته بنظرات غاضبة هتفت معترضة
كمان بعد اللي عملته ده عاوز يسيبها تعيش هيفضل طول عمره بيضحي علشان واحدة متستهلش وكانت عايزة تموته
طيب يا زي ما انتي عاوزة بس احنا مش عايزين حد يعرف باللي حصل وخصوصا عمي سلطان دا لو عرف ممكن يجراله حاجة خافي حتى على صحته قلبت راوية حديثه في رأسها لتقتنع به فهي لا تريد معرفة احد بما حدث وبالأخص سلطان
نظرت له راوية وتنهدت بضيق فشاغلها الآن شفاء ابنها في حين أنبت مارية نفسها فرغم ما هو يعانيه يهتم لأمرها تنهدت بحزن لتنخدع في اخلاق والدها عليهم عذرها فليس بيدها ما حدث فهي الأخرى ضحېة انتبهت لراوية وهي تتابع جذبها پعنف ناحيتها وتقول وهي تتوجه بها للقبو
في الصباح وهو يحضر لتجهيزات عرسه اليوم اڼصدم فؤاد حين أتاه خبر مقتله تضاربت الظنون في رأسه وهو يسأل نفسه من قد يفعلها ايقن بداخله أنهم أول المشكوك فيهم كلحت تعابيره فليس له شأن بذلك ولا أحد من رجاله تنهد بضيق وتوجه لعمته كي يخبرها بهذا الخبر لتتناقش معه ماذا يفعل فهم بالتأكيد على وشك معركة قادمة وحربا ضروسة بينهم هبطت فريدة الدرج كي تقابله فتحرك الأخير صوبها ليقول بعدم ارتياح
اعتلت الصدمة هيئتها وهي تنظر إليه هتفت باستنكار
انت بتتكلم جد مين اللي ممكن يعمل كدة! صمتت لتتابع بمغزى وهي تنظر إليه
اوعى يا فؤاد تكون انت
قاطعها بنفي قطعي وهو يشير بيديه
محصلش يا عمتي انا اتفاجئت زيك كدة وكمان أن مش فاضي دا أنا بجهز لجوازي اللي المفروض هيبقى النهاردة
قول بقى أن انت ميهمكش انه ماټ كل اللي يهمك جوازك النهاردة
نظر لها مكرم بتردد ليرد عليها بنفي متزعزع
لا يا عمتي انتي تفكيرك راح لفين انا بس
قاطعته بعدم اقتناع تام وقالت
مش مصدقاك متكملش ثم تابعت بجدية
المهم تاخد حذرك انت والرجالة لأنهم ممكن يقولوا أن احنا اللي وراها وبصراحة ماټ ولا لا ميهمناش في حاجة اللي يهمنا واحد بس ومستنين مۏته
جلس سلطان على الأريكة في ردهة المنزل يرتشف قهوته بهدوء شديد أو بالأحرى ببرود مستطير فقد اتاه خبر ۏفاته حينما افاق من نومه لم يكترث لمۏته فطالما بغض افعاله المشينة في حقه وحق ابنته وخاصة غيرته العمياء من ابنه الوحيد تنهد بحبور جم وهو يتلذذ في ارتشاف قهوته جذب انتباهه زوجته فحالتها ليست كعادتها اليومية كمن تضمر شيئا ما لم يعلم به رفع حاجبيه بتعجب وهو يراها تأخذ القصر ذهابا وايابا كمن تنتظر أحدا اوشك على الحديث معها ولكنه وجدها تتجه للقبو تعقبها بنظراته المستغربة حتى اختفت جذم نظراته نحوها الخبر الذي تهيأ لبلوغها في لحظة وأخرى حيث ولج اخيه سالم ېصرخ في حالة يرثى لها ويبكي فقد علم بمقټل ابنه هرع سالم تجاه سلطان الجالس يتطلع عليه بعدم فهم مصطنع رسمه بإجادة ردد سالم وهو يدنو منه بحزن وبكاء مرير
عيسى اټقتل يا سلطان عيسى اټقتل
نهض سلطان من جلسته وخضب قسماته بحزن وصدمة زائفة مرددا
ايه الكلام اللي بتقوله دا يا سالم حصل ازاي ومين اللي يتجرأ ويعمل كدة
كفكف عبراته الحاړقة بطرف اكمامه ورد عليه بحزن جلي
بيقولوا ناس بتوع اثار اللي كان بيشتغل معاهم في التهريب حصل بينهم مشاكل وطلعوا عليه وقتلوه
ارذل سلطان حزنه عليه حين هتف وهو يواسيه
شد حيلك يا سالم دا أخرة اللي كان بيعمله ياما حذرته قبل كدة قدامك وهو مكنش بيسمعلي
وبيعاند شوف وصل نفسه لأيه ويتم عياله ورمل مراته
نكس سالم رأسه بحزن
وهو ينتحب نظر له سلطان مدعي الشفقة على حالته دنا منه وربت على كتفيه وهو يردد مهدئا إياه
اهدى يا سالم مش كدة اومال الحريم يعملوا ايه لما انت بعمل في نفسك كدة
لم يستطع سالم الكف عن حزنه على ابنه فطالما حذره من التعامل مع هؤلاء البشر متحجري القلب وها هي نهايته اضحت على ايديهم تنهد بحزن وهو يردد بأسى
ربنا يرحمك يا عيسى ربنا يرحمك يا ابني
علم جميع من في القصر بۏفاته وتم عمل مأتم له في ساحة القصر ليتوافد عليها الجميع وتم هذا بسرعة كبيرة فاكرام المېت دفنه كما هو متعارف عليه كان شاغل سلطان في هذا الجمع الغير مجدي بالنسبة له هو اختفاء عمار فلم يره منذ ليلة امس وكذلك مكرم الي لم يحضر العزاء هو الآخر زفر بقوة لا يعرف ماذا يفعل او يسأل من فحتى هناك الكثير من رجاله مختفين بدا الموضوع مريب ولكنه تأن في نفسه فربما هناك ما شغله بالتأكيد وتنهد ليكمل جلسته بجانب اخيه الذي لم يصمت بعد
في الأعلى جلسن النسوة حول منى ووالدة عيسى التي انفطرت من كثرة البكاء على ولدها وكذلك منى التي تبكي على حالتها وليس عليه فهي تعلم من قبل ولم ترأف به للحظة كونه يتجاهلها ويفضل من هن دونها ضجرت منى من جلستها تلك ونهضت تريد التحدث مع والدتها وتركت هؤلاء خلفها بعويلهم الذي يثير انزعاجها دلفت منى للخارج باحثة عن والدتها وهي تجوب بانظارها جميع الزوايا والأماكن بالقصر حيث لم تشاركهم العزاء تنهدت بضيق وهبطت الدرج لتبحث عنها في المطبخ التفتت منى لصوت قادم من القبو ويبدو أنه لوالدتها استمعت للصوت مرة أخرى باهتمام سافر فإذا به بالفعل لوالدتها لم تتوانى منى في التحرك تجاه القبو لرؤية ما تفعله بداخله يرتفع صوت والدتها أكثر كلما اقتربت ويبدو أنها ټعنف أحدا ما شرعت في مسك مقبض الباب لتفتح وما أن فتحته حتى اكتست الصدمة طلعتها وهي تمرر بصرها على ما يحدث بالداخل انتبهت لها راوية والتفتت ناحيتها هدرت بانفعال
أنتي جاية بتعملي ايه هنا يلا امشي
تجاهلت منى حديثها كأنها لم تسمعه بالأساس حيث تصلبت نظراتها المدهوشة على مارية الملقية على الأرضية وهيئتها مبعثرة ويبدو أن والدتها كانت تتطاول عليها بالأيدي فخدودها حمراء كالدم تشبيه وجهت بصرها لوالدتها وسألها بذهول استحوذ عليها وهي تشير على مارية
مين اللي عمل في مارية كدة
ردت والدتها عليها بنبرة مهتاجة وهي تدفعها لتغادر المكان
قولتلك ملكيش دعوة يلا اطلعي على اوضتك
نفضت ذراع والدتها وتحركت للداخل وهي تتطلع على حالة مارية بأسى اكملت بتبرم وهي توجه بصرها لوالدتها
ليه كدة يا ماما عمار لو عرف باللي عملتيه ده ممكن يزعل منك انتي مش عارفة هو بيحبها قد أيه
ابتسمت راوية بتهكم واستهزأت مما تفوهت به
عمار عمار اخوكي ھيموت بسببها الست سمت اخوكي ويا عالم حالته ايه دلوقتي من الصبح معرفش عنه حاجة
تستمع مارية على حديثها وهي تنتحب وتدعي الله في نفسها بأن يشفى ليس من اجلها ولكن لشعورها بالذنب حياله التزمت الهدوء ولكن شعرت بمغص في معدتها ادى إلى تأليب معدتها على التقيؤ لم تتحمل مارية حتى غلبتها تلك الرغبة لتتقيأ امامهم وتفرغ ما في معدتها لتتقزز هي قبلهم من الموقف الغير مستحب انتبهن عليها ونظرن لما افرغته بتقزز بائن حينما وضعن ايديهن على انوفهن قالت راوية باشمئزاز
ايه القرف ده
لم تتحمل مارية ذاك الألم وتلك الرغبة في الغثيان لتقول بصوت ضعيف متعب وهي تضع يدها على بطنها
انا تعبانة قوي مش قادرة
في مكان آخر وقف مكرم منتصفا رجال عمار وهو يتحدثون عما حدث لعيسى لم يهتم مكرم وهتف بعدم اكتراث منزعج
بلاش تجيبوا في سيرته احنا ناقصين قرف خلينا نشوف اللي جوه ده عامل ايه
وبعض لحظات قلائل خرج الرجل المدعو سعدون بعدما انهى عمله الذي يجيده بعناية هرع مكرم تجاهه وهو يردد بتلهف
عمار عامل ايه لسه عايش
اجابه سعدون بنبرة واثقة وهو يرسم قناع التعالي
يا سعادة البيه انت جاي عند سعدون سعدون اللي لو أكل سم يقول عاوز كمان
نظر له مكرم باقتطاب سأله بامتعاض
يعني هو عامل ايه السم خرج منه
اشار سعدون له حول الداخل وقال بمغزى
هو انا مخبيه اتفضل ادخل شوفه بنفسك
لم يلبث مكرم موضعه حتى ولج لداخل تلك الغرفة التي قضى فيها ساعات مع هذا الرجل تدرج مكرم نحو الداخل وعيناه تبحث بتلهف عليه في ركن ما بالغرفة رثة الهيئة وجده مستلقيا على احدى الأرائك الشبه متهالكة ويبدو عليه بأنه لم يعاني من أي ألم دنا منه مكرم ليجثو على ركبتيه امام وجهه سأله بقلق
عمار حاسس بأيه لسة فيه حاجة بټوجعك
نظر له عمار بأعين شبه مجهدة رد عليه باستفهام
مارية عاملة ايه اوعى حد يقربلها هكسر
الدنيا لو حصلها أي حاجة
حرك مكرم رأسه بتفهم مدركا عناده فهو لا يهتم بما هو عليه الآن قدر ما يكترث لأمرها رد بعدم رضى
هتفضل كدة على طول معاها دي كانت عاوزة تقتلك لو ملحقناش وجبناك هنا كان زمانك مېت
قطبت تعابير عمار من ثرثرته الدائمة اعاد سؤاله بحنق عكس انفعاله مما تفوه به
بقولك هي عاملة ايه يبقى تجاوب على قد السؤال وتطمني عليها انت عارف أني مبحبش الطريقة دي في الرد
نظر له مكرم بعبوس كأن انفعاله عليه ضايقه فهو ابن عمه المقرب ودائما ما ېعنفه رغم أنه أكبر منه بالعمر ولكن عليه الهدوء فهو الآن مريض رد مكرم بتأكيد
هي كويسة محدش عملها حاجة انا بنفسي اقنعت مرات عمي متعملهاش حاجة علشان انت متزعلش
اقصى عمار انظاره من عليه ليتطلع للأعلى بشرود