چحيمي ونعيمها
بس من البداية كدة انا ماحبش اخد حاجة من غير تمن.
قطبت جبينها تسأله باستفسار
قصدك إيه
مال نحوها بابتسامة قاسېة يجيبها
قصدي مدام جيبتي سيرة البنات فا انا على استعداد إن احل إشكال ميري اللي واقفة مابينا بإنك تاخدي حق الليلة زيهم إيه رأيك بقى
احتدت عيناها وتوحشت ملامحها بشراسة تهتف غاضبة بوجهه
انت قد كلامك دا يا جاسر بقى بتشبهني أنا بشوية الحثالة أولاد الشوارع دول
شوية الحثالة دول عندهم مبرر عشان يبيعوا نفسهم إنما انت بقى مبررك إيه للخېانة أخرجي من هنا دلوقت ورحي على بيتكم ياميرفت.
تسمرت محلها وهي ما تزال لم تستوعب الصدمة فتخصر جاسر يشيح بوجهه عنها وكرر مطلبه غير عابئ بهيئتها
بقولك برا يا ميرفت واخرجي حالا.
مع صيحتها الهادرة تحركت أقدامها للمغادرة من منزله وشعور بالذل اكتنفها لم تقابله في حياتها حتى وصلت لسيارتها لتسيل من عيناها دموع عزيزة بل نادرة مسحتها سريعا لتعود لطبيعتها القاسېة على الفور تردد لنفسها وهي تهم بتدوير المحرك
حق كرامتي منك
عادت لواقعها الان على طرقة خفيفة على باب غرفتها أصبحت تعلمها وتعلم بصاحبتها حركت رأسها لتجلى عنها ذكريات الأمس ومرارتها بحلقها وخطت لتجلس خلف مكتبها تدعي الثبات قائلة
أدخل
فتحت غادة بهيئتها المبالغة في الإناقة والزينة وابتسامة تفضح ما يدور برأسها وهي تجيبها برقة
ردت برسم ابتسامة لتخفي حزنها
حتى لو مش فاضية افضيلك نفسي اتفضلي ياغادة.
دلفت بخطواتها المتأنية لتجلس أمامها بأدب قائلة
كنت عايزة اشكرك على حفلة امبارح اصل بصراحة انبسطت فيها جدا.
هنا صدرت منها ابتسامة حقيقية لترد على كلمات غادة
إيه يابنتي اللي بتقوليه ده بتشكريني على حفلة كنت عاملاها عشان صحابي وحبايبي ولا انت مش معتبرة نفسك صاحبتك.
لا أبدا والله دا انت قلبي من جوا
اعتدلت ميرفت في جلستها تعود لطبيعتها وهي تخاطب الأخرى قائلة
بس انت إيه الحلاوة دي دا ماهر اخويا كان هايتجنن عليك امبارح الولد اتفاجئ بحلاوتك حرفيا
كتمت شهقة بحلقها وهي ترد بقلب يرتجف بالفرحة
مش لدرجادي يعني يا ميرفت دا البنات الحلوين كانوا مالين الحفلة إمبارح
قالتها بمكر لم تفهمه غادة فظهر على وجهها التساؤل فتابعت ميرفت
إيه بقى هو انت ما شوفتيش البروباجندا اللي عاملها النهاردة جاسر الريان بإعلان جوازه من بنت خالك.
استدركت غادة ترد وهي تلوي بثغرها
ما انا قولتها من زمان يا حبيبتي حظوظ.
هي فغلا حظوظ.
داخل غرفة مكتبه دلفت بابتسامة توسعت فور أن رأت إشراق وجهه نحوها فتقدمت ترسم الجدية لتضع الملفات أمامه تقول برسمية
الملفات دي عايزة إمضتك حضرتك.
حضرتك!
ردد خلفها ضاحكا وتابع يشير لها بيده
طب تعالي تعالي وبلاها من الرسمية دلوقت
الټفت لخلف المكتب تطيعه وهي تخاطبه بتعجب
طب عايزني في إيه
شدد عليها بين يديه يقول بحزم
بس بقى اهدي كدة يصح ولا مايصحش دا مكتبنا واحنا حرين فيه اهدي عشان تسمعي عايز اقول إيه
توقفت عن مقاومتها واضطرت صاغرة لمطلبه على مضض فشاكسها بمرح
وافردي بوزك دا عشان اعرف اكلمك كويس.
أومأت ترسم ابتسامة مضطربة فاستطرد يسألها
عرفتي اني أمرت بصرف مكافأة نص شهر لكل الموظفين بمناسبة الشراكة الجديدة
أومأت برأسها تقول
اه عرفت دي البت غادة كانت هاتموت من الفرحة وهي بتكلمني
تبسم يسألها
وانت بقى مسألتيش عن مكافأتك ليه
هزت بأكتافها تجيبه
واسأل ليه بقى هو انت مخليني محتاجة حاجة ولا بصرف قرش حتى من مرتبي
تطلع إليها صامتا يتأملها للحظات ثم تناول كف يدها
ليسألها برقة
طب انا عايز أكافئك بحاجة مختلفة عن الفلوس نفسك في إيه بقى
عقدت حاجبيها قليلا بتفكير ثم قالت ومقلتيها يتراقصان أمامه بحيرة
مممم مش عارفة ياجاسر أصلك مش منقصني من أي شئ شالله يخليك ليا يارب.
ضحك من قلبه يقبل كفها بعمق فهذه المرأة ستذهب بعقله يوما ما برودودها الغير متوقعة ثم تنهد مطولا ليقول
طب بقولك إيه انا هاجيبلك من الاخر واقولك إني قررت ياستي اراقيكي...
شقهت متفاجأة تردد بتساؤل غير مصدقة
ترقيني أنا ياجاسر
طب ليه وازاي دا بقى
أجابها مرة أخرى ضاحكا
ليه إيه أنا صاحب الشغل يابنتي يعني ارقي واوظف على كيفي المهم بقى جيبي انت اسم الإدارة اللي عايزاها وانا اخليك تمسكيها.
كدة على طول!
قالتها لتقهقه غير مستوعبة ثم تذكرت وخبئت ابتسامتها وهي ترد بقلق
بس الموظفين كدة ممكن يكرهوني ويقولوا دي اترقت بواسطة جوزها لا بلاش ياعم
تغير مرح وجهه لينقلب لتجهمه القديم ورد بصرامة على كلماتها
وما يقوله اللي يقوله يازهرة إنت هاتوقفي حياتنا بقى عشان كلام الناس أنا لو عندي شك واحد في المية انك مش كفاءة ماكنتش سألتك سيبك بقى من العالم الوردي بتاعك دا ياقلبي وخليك معايا الناس ما بتسيبش حد في حاله يعني