الجمعة 13 ديسمبر 2024

چحيمي ونعيمها

انت في الصفحة 151 من 344 صفحات

موقع أيام نيوز


لداخل المصعد وقبل أن يتم الباب اغلاقه وجدته يلج لينضم معها على اخر لحظة فلم يسعفها الحظ بالخروج وتركه زفرت پعنف تظهر له تأففها ليفاجئها بهذه النظرة الغريبة مع وقفته الاغرب وقد قصد الوقوف أمامها مباشرة واضعا يديه بجيبي بنطاله يناظرها بتمعن وعيناه تتفحصها بجرأه مقصودة ومتعمدة حدجته بنظرة زاجرة لينتبه فكان رده ابتسامة جانبيه ساخرة بارتخاء اثار بروده احتقانها فهتفت بوجهه

في إيه
حرك رأسه باستفهام يدعي عدم الفهم فصاحت فاقدة حكمتها
انا بسألك بتبصلي كدة ليه
ارتفع حاجبه مع ابتسامة ماكرة اعتلت وجهه لعدة لحظات صامتا باستمتاع فازداد احتقان وجهها حتى اصطبغ بحمرة الانفعال وحينما أصابها اليأس من رده دبت بأقدامها تشيح بوجهها عنه وهي تفور من الغيظ وهذا كالتمثال واقفا محله يرمقها بسهامه المتفحصة وصلها صوته اخيرا بنبرة متسلية 
بتاع نسوان بقى عايزاني ابص ازاي يعني
الټفت برأسها إليه فاغرة فاهاها وعيناها الجميلة توسعت بذهول من جرأته ليجفل على لون القهوة الذي توهج بقوة تغريه بالاستمرار في إستفزازها كي يتنعم برؤيتهم المحببة اليه لا بل هو على استعداد ليبقى اسير النظر اليهم حتى يفنى عمره قطعت شروده هادرة پغضب
بلاش اسلوبك المستفز دا يا طارق احنا ناس محترمين. 
بجد !
قالها بسخرية ضاحكا بدون صوت فانفتح باب المصعد الذي توقف فجأة على الطابق المقصود تنهدت هي براحة تحرك اقدامها للخروج بسرعة ولكنه فاجئها باعتراض طريقها متصدرا بجسده الضخم أمامها ارتفعت عيناها اليه فتقابلت بهذا الدفء الغريب في نظرته وقد ذهب عن وجهه الهزل ليرتسم محياه بتعبير رفضته بقوة لتدفعه بكتفها وتخرج پعنف خطواتها وظل هو محله يراقب انصرافها حتى اختفت من أمامه ليستدرك اخيرا وضعه بالمصعد والذي ذكره بوضعه معها بين الصعود لسماءها الصافية ودنيا البراح في العشق أو الإنسحاب والخروج نهائيا من محيطها.
انتفض فجأة ينتزع نفسه من شرودها وتحركت اقدامه الكبيرة بخطواته الواسعة حتى خرج هو الاخر من المبنى فاصطدمت عيناه بغريمه الذي كان في انتظارها واقفا بجوار سيارته بهيئته الالية واناقته المبالغ فيها دائما هذا الرجل لا يعجبه حقا!
كان قد وصل الى سيارته قبلها فتحركت رأسه نحو هذا المدعو كارم بتحية فاترة رد الاخر التحية بروتنية مثلها قبل أن ينشق ثغره بابتسامة متكلفه فور أن اقتربت منه ليصدمه بفعل كاد ان يطيح بعقله توسعت عيناه وخرج من فمه السباب بكلمات وقحة متوقعا اعتراضها على تقبيل هذا ال . لها من وجنتيها ولكن لم يحدث!
لو سمحت ياكارم ماتعملش كدة تاني. 
قالتها اخيرا بعد تحرك السيارة تجاهد لضبط النفس والتحكم بصعوبة في نبرة صوتها الذي كان يهتز من فرط ڠضبها الذي ازداد بعد رده
هو إيه بالظبط اللي معملوش
أجابته متنهدة بسأم
أن سلامك ليا يبقى بالبوس على الخدود انا مسمحش بالكلام ده حتى لو

خطوبة رسمي مش لسة مجرد كلام 
مجرد كلام !
قالها والټفت رأسه إليها بهدوء غريب يكمل
هو مش مجرد كلام يا كاميليا احنا فعلا بقينا
مخطوبين بقراية الفاتحة وحفل الخطوبة يبقى بس إشهار.
هتفت بحدة
حتى لو كان برضوا ماينفعش انا اتربيت على كدة ياكارم.
رمقها بابتسامة غامضة ثم قال مغيرا دفة الحديث
هاتخلصي امتى مشوارك مع زهرة عشان اجهز نفسي انا كمان 
حدجته مندهشة لتعمده تجاهل كلماتها فقالت بامتعاض
معرفش هانخرج امتى ثم انه كمان مش لازم توصلني انا عارفة ومقدرة مسؤلياتك الكتير مع جاسر الريان.
التف إليها مردفا بابتسامته غريبة
اصلك ما تعرفيش الجديد بقى انا وانت كمان معزومين ع الحفلة الليلة.
عقدت حاجبيها بشدة لتسأله باستغراب
وانا وانت نروح ليه بقى
اجاب بابتسامة ازداد اتساعها
انا هاروح بصفتي مدير أعماله في المجموعة كلها وانت بصفتك خطيبتي 
حركت رأسها بعدم استيعاب لقرارته المفاجئة وقالت بغيظ
ولما هو كدة ما اتصلتش ليه وقولتلي عشان اجهز نفسي ولا اشتريلي حاجة كويسة مع البنات امبارح جاي دلوقت تفاجئني ياكارم
اجابها ببساطة
عشان بحب المفاجأت ياستي وعلى العموم انا برضوا عملت حاسبي اختارت لك اون لاين احلى فستان يليق بجمالك وبعد ساعة كدة ان شاء الله هايوصلك على صالون التجميل وانت بتجهزي مع زهرة 
مالت اليه برأسها قائلة باستنكار
ياسلام! عملت حسابك ونقيت الفستان اون لاين من غير ماتقولي طب بلغني حتى عشان اقول لأهلي او اشوف الفستان هايليق عليا ولا لأ.
أردف يذهلها
انا اتصلت بوالدك وبلغته ياكاميليا ولو ع الفستان ياستي ماتقلقيش ابدا من زوقي انا راجل واعرف اقدر الجمال كويس قوي. 
قال الأخيرة بنظرة شملتها من الأعلى للأسفل أثارت بقلبها الرجفة للمرة الثانية منه لتكتشف اخيرا انها لم تكن تعلم عن هذا الرجل شيئا على الإطلاق سوى جديته في العمل وصورته البراقة دائما.
ها ياقمر ماردتيش يعني
سألها مقاطعا شرودها اومأت له برأسها كإجابة بالموافقة باستسلام ثم الټفت برأسها نحو الطريق لتنهي الجدال وقد نفذت طاقتها واعصابها لم تعد تتحمل مرة من كم المفاجأت التي تتلقاها من هذا الخطيب الغامض ومرة أخرى بمواقفها مع طارق وهذا الحصار الذي يفرضه عليها وقت حضوره
 

150  151  152 

انت في الصفحة 151 من 344 صفحات