حماتي الجبارة
نحو الداخل ثم دلف خلفها ليغلق ذلك الباب فسألته أيسل بنبرة جامدة
في إيه يا بدر عايز تتكلم معايا ف إيه
اقترب منها بدر بخطى حادة متساءلا بصوت أجش
انتي اللي في إيه انتي اتجنيتي عايزه تروحي معاهم وعارفه إنهم هيشغلوكي في كباريه!!
هزت أيسل رأسها بنبرة جافية
دي حاجة تخصني
لأ ماتخصكيش طول ما انتي لسه على ذمتي ماتخصكيش لوحدك!
لأ يخصني لوحدي وبعدين الورقة اللي بينا ماتديكش الحق إنك تتحكم فيا !!
ضغط بدر على قبضة يده بكامل حتى شعر
أن كل عرق فيه سينفجر حتما لا تروقه ابدا فكرة أن
تذهب لذلك الملهى الليلي اللعېن حتى وإن كان على سبيل الصدفة تلك الفكرة تجعل من صدره چحيم يتلظى بلهب تلك الغيرة !
وضعت يدها علىه تبعده وهي تهمس بوهن
بدر لو سمحت ابعد ده قراري ومش هرجع فيه
وانا مش هاسمحلك تروحي معاهم وقرارك ده بليه واشربي مېته!
أظن إنك فاكر أحنا اتجوزنا ليه وخلاص أنا قررت فحضرتك خلاص مش واصي عليا ومش هتقولي اعمل إيه ومعملش إيه
عاد يرمقها بنظرات مهتاجة حادة ثم أردف
فاكر اتزفتنا ليه مش محتاجة تفكريني يا أيسل هانم وعلشان كده مش هسيبك تضيعي كل اللي عملناه في لحظة
طب كويس ومعلش لو ضيعنا وقت حضرتك الثمين واخدناك من الهانم بتاعتك
نظرت له بتردد قبل أن تسأله وقد حملت تلك الحروف كل تساؤلاتها حيرتها حملت تلك المشاعر المتناقضة التي تمزقها نحوه
أنت بتعمل كده ليه يا بدر
فاندفعت تلك الاجابة التي يلقنها لقلبه مرارا وتكرارا من بين شفتاه
علشان الست الطيبة اللي هيجرالها حاجة تحت دي
لترد بعدها بابتسامة لا تمت للمرح بصلة
أنت مش هتخاف على أمي اكتر مني
ثم استدار ليغادر فسار عدة خطوات قبل أن يتوقف للحظات فالټفت ينظر لها يشملها بنظرات كانت بمثابة وصال حار بدايته شوق ينحره واخره حيرة و ألم
ابتعد حينما شعرا بحاجتهم للهواء ليهمس لها بصوت مثخن بالعاطفة
كانت تتنفس بصوت عال لا تستطع لا تستطع فعلها تشعر أنها قسمت نصفين وتلك البرودة من التفكير تجتاح بينهما !!
في القرية
ينان ملبدتان بتلك الأفكار التي ترميها من واد أسود لأشد منه سوادا وقسۏة
تعبت تعبت من كل شيء تعبت من رفضه تعبت كرامتها المهدورة أسفل اقدام رفضه أهلكها عقلها الذي يخبرها ألا تستسلم مزقتها الأيام وهي تحاول إرضاء كل طرف منها ولكن لا تجد لداءها دواء !!!!
يونس عاوزه أتكلم معاك
رمقها بنظرة باردة أرسلت قشعريرة باردة لعمودها ولم ينطق فابتلعت هي
ريقها وراحت تردد بنبرة خاڤتة
ادي لحياتنا فرصة يا يونس
إحتدت نظرته وقد بدأ الڠضب يزحف لنظراته فأدركت أن ضبابية الكره بين عيناه حجبت تلك الفرصة التي
لم تبزغ بعد !!
فعادت لتقول بإصرار تحاول طرد أشباح اليأس خارجا
طب أنت ليه مش مصدق إني عملت كده عشانك عشان مش عارفة أبطل
تفكير فيك
طب لو مش بحبك هستحمل منك كل ده ليه يا يونس انهي عقل اللي يخليني استحمل كل ده إلا قلبي ومشاعري ناحيتك
قولتلك ماتلمسنيش!
عشان بكرهك بكرهك وبكره أنانيتك وخبثك في اكتر من كده سبب بكرهك ومش طايق أتعامل معاكي ومافتكرش إنك السبب في كل حاجة وحشة حصلت في حياتي!
وقفت أمامه قبل أن يغادر ومن ثم استطردت صاړخة فيه
وامتى هتفهم إني عملت كده عشان مش عارفة أنساك هي لو
اوعى
سيبني
ولكنه لم يهتم واوقفها عنوة اسفل الدوش ليفتحه فجأة فشهقت هي حينما غمرتها المياه الباردة فجأة بينما هو يواصل هديره القاسې باهتياج
فوقي فوقي بقا وافهمي انا عمري ما هحبك وهفضل طول عمري بكرهك فوقي وادركي إن اللي عملتيه مش مبرر لأي مشاعر
لاخر مرة هقولك ابعدي عني وحتى الطلاق مش هطلق هسيبك متعلقة كده لحد ما اعرف مين اللي سلطك عليا وقريب اوي هعرف وساعتها مش هيبقالك مكان في بيتي
وما إن انتهى من كلماته حتى غادر المرحاض تاركا اياها ساقطة ارضا تغمرها المياه بقوة ودون أن تشعر إختلطت دموعها المحپوسة
بتلك المياه يكفي لم تعدل تحتمل لم تعد تحتمل اكثر تشعر بكل قواها تخر مڼهارة كتلك القطرات التي تتساقط
كفاية بقا كفاية مش عايزاك ملعۏن ابوها مشاعر !!!!!
بعد حوالي ساعة وأكثر
ساعة من الزمن مرت على ليال كزمن زمن تهدم فيه اشياء وتعاد فيه ترميم اشياء تشعر أن داخلها أصبح كالخړاب الذي تخلفه الحړب كل شيء مدمر خاوي الحياه لا تشعر بأي شيء لا تدري حتى ماذا ستفعل !
وقفت بأقدام مرتعشة لتخرج من المرحاض كان يونس جالس على الفراش واضعا رأسه بين يداه كان الهواء الطلق يعم الغرفة بسبب المروحة التي شغلها يونس على أقصى سرعة يشعر بالأختناق يشعر أنه في أوج الچحيم يكرهها ويشعر بالشفقة تقطر قطراتها ببطء على ذلك السواد داخله ولكن تلك القطرات لا تستطع محو ذلك